اضطرابات القلق

يشعر الناس المصابون باضطرابات القلق بتوتر او بتوجس او بخوف طاغ عندما لا يكون هناك خطر حقيقي. وقد يتخذ اولئك المصابون اقصى الاجراءات الهادفة الى تجنب مصدر قلقهم .يصاب الفرد بأي من اضطرابات القلق متى ما كان هناك صاعق يفجر القنبلة الموقوتة. والصاعق المذكور هو احداث الحياة المجهدة. والقنبلة الموقوتة المذكورة هي ذات مكونات بايولوجية واجتماعية وعاطفية ومعرفية وسلوكية .
تشمل المكونات البايولوجية في تلك القنبلة الموقوتة ذلك الاستعداد الموروث لوقوع نوبات القلق او نوبات الهلع وتشمل المكونات البايولوجية ايضاً تنشيط دوائر معينة في الدماغ وتنشيط نواقل عصبية وتنشيط الاجهزة العصبية الهورمونية.
تشمل المكونات الاجتماعية في تلك القنبلة الموقوتة ضعف الاسناد الاجتماعي حيث ان الاسناد الاجتماعي يقلل من شدة التفاعلات الجسدية والعاطفية مع الصاعق المذكور او مع الاجهاد.وان ضعف الاسناد الاجتماعي يزيد من شدة الاعراض المرضية.
ـ ومما تجدر الاشارة اليه هنا ان المرأة قد جرى تطبيعها اجتماعياً على ان تطلب المساعدة، اما الرجل فقد جرى تطبيعه اجتماعياً على ان لا يطلب مساعدة .
تشمل المكونات العاطفية والمعرفية في تلك القنبلة الموقوتة ذلك التحسس العالي للظروف وللناس التي يجري ادراكها على انها خطر. كما تشمل المكونات العاطفية والمعرفية ذلك الشعور اللاواعي بان الاعراض الجسدية للهلع هي كارثة وذلك بدوره يقوي ويزيد من شدة التفاعل الجسدي .
تشمل المكونات السلوكية في تلك القنبلة الموقوتة ذلك التجنب الواضح للظروف و/ او للناس ويصحب ذلك التجنب خوف وقلق وهلع.
يعاني المصابون باضطرابات الهلع من نوبة هلع واحدة او اكثر وهم خائفون وقلقون من وقوع نوبات هلع اخرى. ويشعر المصاب بنوبة الهلع من توجس يؤدي الى خوف قوي ومن احساس بانه” المصاب “ سوف يصبح مجنوناً ويفقد السيطرة على نفسه ومن اعراض جسدية للاجهاد كتسارع ضربات القلب وتسارع التنفس ودوخة وغثيان واحساس بنوبة قلبية او بموت وشيك.
وقد تكون نوبات الهلع مرتبطة بظرف ما او غير متوقعة او خليطة من النوعين. فأذا كانت مرتبطة بظرف ما فأنها تحصل مع كل ظرف مشابه ولهذا فانها تؤدي الى الابتعاد وتجنب الافراد او المكانات او الاحداث التي تثير تلك النوبات وكما سيظهر لاحقاً مع رهاب الاشياء والرهاب الاجتماعي. واذا كانت نوبات الهلع غير متوقعة فانها سوف تؤدي الى تجنب كل ظرف او كل مكان يشعر الفرد بأنه غير امن وهذا ما يسمى برهاب الأكوراAgora .
يتجنب المصابون بالرهاب الظروف التي تؤدي الى قلق شديد و/ او هلع شديد. وهذا الاضطراب اما ان يسمى رهاب الاكورا او رهاب محدد او رهاب اجتماعي. ففي رهاب الاكورا يخاف المصاب ويتجنب الظروف او الناس او المكانات التي ستكون غير أمينة له عند حصول نوبة الهلع كالمتنزهات ومخازن التسوق والباصات والطائرات والانفاق وغيرها.
وفي اقصى شدة الرهاب لا يستطيع الفرد مغادرة البيت او حتى لا يستطيع مغادرة غرفته. ويبدأ رهاب الاكورا بعد نوبة هلع ولكن يمكن ان يستمر لعدة سنوات حتى ولو لم تحصل نوبات اخرى. وفي الرهاب المحدد هناك خوف من شيء او من ظرف محدد يثير النوبة كالارتفاعات والاماكن المغلقة والحشرات والافاعي والطيران. وينشأ هذا الرهاب من خبرة شخصية او خبرة منقولة لصدمة نجمت من الشيء او من الظرف المحدد المذكور، او ينشأ الرهاب من معلومات خاطئة. وفي الرهاب الاجتماعي هناك خوف من الاستدعاء لأجل اداء معين في قاعة عامة او امام الجمهور او مقابلة اناس جدد .
من الانواع الاخرى لاضطرابات القلق اضطراب القلق العام والاضطراب التسلطي ـ الاكراهي واضطراب الاجهاد الذي يلي الصدمة. ففي اضطراب القلق العام هناك قلق غير مسيطر عليه حول كافة الاحداث اليومية وشعور بحصول كارثة وشيكة حتى بعد النجاح وعدم القدرة على ايقاف الدوامة من القلق كالخوف من الفشل في المدرسة وفي العلاقة مع الاخرين وفي الصحة حتى وان كانت الامور تسير على ما يرام.وهناك ايضاً اعراض من التوتر العضلي.في الاضطراب التسلطي ـ الاكراهي هناك خوف من افكار غير مرغوبة تقتحم العقل اكراهاً تتبعها اجراءات